خديجة رضي الله عنها الطاهرة
النسب :
هي : خديجة رضي الله عنها
أبوها : خويلد
بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
بن مالك بن النضر بن كنانة ... تَجْتَمِع مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
فِي قُصَيّ ، وَهِيَ مِنْ أَقْرَب نِسَائِهِ إِلَيْهِ فِي النَّسَب ،
وَلَمْ يَتَزَوَّج مِنْ ذُرِّيَّة قُصَيّ غَيْرهَا إِلا أُمّ حَبِيبَة .[1]
أمها : فاطمة
بنت زائدة بن الأصم بن الهرم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر بن لؤي
بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، فتجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم عند (لؤي) . [2]
$كانت خديجة رضي الله عنها تسمى بالطاهرة ، وذلك من قبل البعثة .[3]
{قال الذهبي رحمه الله :
(( خديجة أم المؤمنين ، وسيدة نساء العالمين في زمانها .
أم القاسم ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، القرشية الأسدية .
أم أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول من آمن به وصدقه قبل كل أحد ، وثبتت جأشه ، ومضت به إلى ابن عمها ورقة .
ومناقبها جمة ، وهي ممن كمُل من النساء ، كانت عاقلة ديّنةً مصونةً كريمةً ، من أهل الجنة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلميثني عليها ،ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين ، ويبالغ في تعظيمها ))[4]
$ولدت خديجة رضي الله عنها :
سنة 68 قبل الهجرة ، في بيت مجد وسؤدد ورياسة ، فنشأت على التخلق بالأخلاق الحميدة ، واتصفت بالحزم والعقل والعفة .[5]
من الأشياء التي كانت سببًا في رغبة السيدة خديجة من الزواج من النبي صلى الله عليه وسلم ، ما ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة :
]قال :وروي عن المدايني بسند له عن ابن عباس :
أن
نساء مكة اجتمعن في عيد لهن في الجاهلية ، فتمثل لهن رجل ، فلما قرب نادى
بأعلى صوته : يا نساء مكة إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد ، فمن
استطاعت منكن أن تكون زوجًا له فلتفعل ، فحصبنه[6] ، إلا خديجة ، فإنها عضت على قوله ولم تعرض له .[7]
] وعن سعيد بن جبير قال :
اجتمعت
نساء قريش في عيد لهن ، فجاءهن رجل يهودي فقال : يوشك أن يبعث فيكن نبي ،
فأيتكن استطاعت أن تكون له أرضًا يطؤها فلتفعل ، فشتمنه وطردنه ، ووقر ذلك
في صدر خديجة .[8]
{قال ابن كثير رحمه الله :
(( قال ابن إسحاق :
وقد كانت خديجة بنت خويلد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي
، وكان ابن عمها ، وكان نصرانياً قد تتبع الكتب وعلم من علم الناس ما ذكر
لها غلامها من قول الراهب ، وما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلانه .
فقال
ورقة : لئن كان هذا حقاً يا خديجة إن محمداً لنبي هذه الأمة ، قد عرفت أنه
كائن لهذه الأمة نبي ينتظر هذا زمانه - أو كما قال- فجعل ورقة يستبطئ
الأمر و يقول حتى متى ؟ )) .[9]
{قال الحافظ في الفتح :
( خَدِيجَة ) : هِيَ أَوَّل مَنْ تَزَوَّجَهَا النبي صلى الله عليه وسلم،
وَتَزَوَّجَهَا سَنَة خَمْس وَعِشْرِينَ مِنْ مَوْلِده فِي قَوْل
الْجُمْهُور ، زَوَّجَهُ إِيَّاهَا أَبُوهَا خُوَيْلِد ؛ ذَكَرَهُ
الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيث الزُّهْرِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمَّار بْن
يَاسِر ، وَقِيلَ : عَمّهَا عَمْرو بْن أَسَد ذَكَرَه الْكَلْبِيّ ؛
وَقِيلَ : أَخُوهَا عَمْرو بْن خُوَيْلِد ذَكَرَهُ اِبْن إِسْحَاق ،
وَكَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلمقَبْل
أَنْ يَتَزَوَّج خَدِيجَة قَدْ سَافَرَ فِي مَالهَا مُقَارِضًا إِلَى
الشَّام , فَرَأَى مِنْهُ مَيْسَرَة غُلامهَا مَا رَغَّبَهَا فِي
تَزَوُّجه .ا.هـ[10]
{قال ابن كثير رحمه الله :
((قال ابن إسحاق :و كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف و مال تستأجر الرجال على مالها مضاربة ؛ فلما بلغها عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
ما بلغها من صدق حديثه و عظم أمانته و كرم أخلاقه ، بعثت إليه فعرضت عليه
أن يخرج لها في مال تاجرا إلى الشام و تعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار .
وقالت
: ( إنه دعاني إلى البعث إليك ما بلغني من صدق حديثك وعظم أمانتك وكرم
أخلاقك ) مع غلام لها يقال له ميسرة ، فقبله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منها و خرج في مالها ذلك ، و خرج معه غلامها ميسرة حتى نزل الشام .
فنزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلمفي ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان، فاطلع الراهب إلى ميسرة .
فقال : من هذا الرجل الذي نزل تحت الشجرة ؟
فقال ميسرة : هذا رجل من قريش من أهل الحرم .
فقال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي .
ثم باع رسول اللهصلى الله عليه وسلم سلعته – يعني تجارته – التي خرج بها ، واشترى ما أراد أن يشتري ؛ ثم أقبل قافلا إلى مكة و معه ميسرة ، فكان ميسرة – فيما يزعمون –
إذا كانت الهاجرة و اشتد الحر يرى ملكين يظلانه من الشمس و هو يسير على
بعيره ، فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به فأضعف أو قريبا ، و
حدثها ميسرة عن قول الراهب وعما كان يرى من إظلال الملائكة إياه .
وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة مع ما أراد اللَّه بها من كرامتها ؛ فلما أخبرها ميسرة ما أخبرها بعثت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلمفقالت له – فيما يزعمون – :
(( يا ابن عم أني قد رغبت فيك لقرابتك وسِطَتِكَ في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك )) .
ثم
عرضت نفسها عليه ، وكانت أوسط نساء قريش نسباً وأعظمهن شرفا وأكثرهن مالاً
، كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليه ، فلما قالت ذلك لرسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك لأعمامه ، فخرج معه عمه حمزة حتى دخل على خويلد بن أسد ، فخطبها إليه فتزوجها عليه الصلاة و السلام )) .ا.هـ[11]
{وفي المنتظم لابن الجوزي رحمه الله :
ذكر قصة ميسرة وفيها : ((حتى قدما بصرى من أرض الشام ، فنزلا في ظل شجرة .
فقال نسطور الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي ، ثم قال لميسرة أفي عينيه حمرة ؟
فقال : نعم ، لا تفارقه .
قال : هو نبي ، وهو أخر الأنبياء .
ثم باع سلعته ، فوقع بينه وبين رجل تلاحٍ .
فقال له : احلف باللات والعزى .
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما حلفت بهما قط ، وإني لأمُرُّ فَأُعرِضُ عنهما .
فقال الرجل : القول قولك .
ثم قال لميسرة : هذا والله نبي تجده أحبارنا منعوتًا في كتبهم .
وكان ميسرة إذا كانت الهاجرة ، واشتد الحر يرى ملكين يُظلان رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الشمس فوعى ذلك ميسرة ، وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يربحون ،
ودخل مكة في ساعة الظهيرة ، وخديجة في عُلية لها فرأت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو على بعيره ، وملكان يظلانه ، فأرته نساءها فعجبن لذلك ، ودخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فخبرها بما ربحوا في تجارتهم ووجههم ، فسرت بذلك ، فلما دخل عليها ميسرة
أخبرته بما رأت فقال : قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام وأخبرها بما قال
الراهب نسطور ، وبما قال الآخر الذي خالفه في البيع .
وكانت
خديجة امرأة حازمة جادة شريفة ، مع ما أراد الله من الكرامة والخير ، وهي
يومئذ أوسط قريش نسبًا ، وأعظمهم شرفًا وأكثرهم مالاً ، وكل قومها كان
حريصًا على نكاحها لو قدر على ذلك ، قد طلبوا ذلك ، وبذلوا الأموال .
فأرسلتني دسيسًا إلى محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن رجع من الشام .
فقلت : يا محمد ما يمنعك أن تزوج خديجة ؟
قال : ما بيدي ما أتزوج به .
فذهبت فأخبرتها فأرسلت إليه أن ائت الساعة كذا وكذا ، فأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها ، فحضر ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمومته ، فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة )) .ا.هـ[12] قلت : فإن كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ..ألا تجيب ؟
قال : فمن هي ؟
قلت :خديجة ، قال وكيف لي بذلك ؟
قال : قلت عليّ .
قال : افعل .
{وفي أسد الغابة :
(( ولما خطبها رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال عمها : محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب يخطب خديجة بنت خويلد هذا الفحل لا يُقدَع أنفه )) .ا.هـ[13]
{وروى الإمام أحمد :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِصلى الله عليه وسلمذَكَرَ
خَدِيجَةَ ، وَكَانَ أَبُوهَا يَرْغَبُ أَنْ يُزَوِّجَهُ فَصَنَعَتْ
طَعَامًا وَشَرَابًا فَدَعَتْ أَبَاهَا وَزُمَرًا مِنْ قُرَيْشٍ ،
فَطَعِمُوا وَشَرِبُوا حَتَّى ثَمِلُوا ، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ لأَبِيهَا
إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَخْطُبُنِي فَزَوِّجْنِي إِيَّاهُ ،
فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ فَخَلَعَتْهُ وَأَلْبَسَتْهُ حُلَّةً ، وَكَذَلِكَ
كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالآبَاءِ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ سُكْرُهُ نَظَرَ
فَإِذَا هُوَ مُخَلَّقٌ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ .
فَقَالَ : مَا شَأْنِي مَا هَذَا ؟
قَالَتْ : زَوَّجْتَنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ .
قَالَ : أَنَا أُزَوِّجُ يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ لا لَعَمْرِي .
فَقَالَتْ
خَدِيجَةُ : أَمَا تَسْتَحِي تُرِيدُ أَنْ تُسَفِّهَ نَفْسَكَ عِنْدَ
قُرَيْشٍ تُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّكَ كُنْتَ سَكْرَانَ فَلَمْ تَزَلْ بِهِ
حَتَّى رَضِيَ )) [14]
{ و روي كذلك
أنه لما رأت خديجة من صدق النبيصلى الله عليه وسلم وأمانته وما تميز به عن رجال قريش ، بالإضافة إلى ما سمعته من ميسرة ، فوقع في قلبها محبة أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم زوجًا لها ، فكلمت صديقة لها تسمى نفيسة بنت منبه عن رغبتها في الزواج من النبيصلى الله عليه وسلم ، فخرجت نفيسة من عندها وذهبت إلى الرسولصلى الله عليه وسلم.
وقالت له :ما يمنعك أن تتزوج ؟
قال صلى الله عليه وسلم : ما بيدي ما أتزوج به .
قالت : فإن كفيت ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة فهل تجيب ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : بمن ؟
قالت : خديجة .
فقال صلى الله عليه وسلم : إن وافقت فقد قبلت .
فبشرت نفيسة خديجة بهذه البشرى ، وذهب النبيصلى الله عليه وسلم إلى أعمامه ، وأخبرهم برغبته في الزواج من خديجة ، فقام أبو طالب وذهب إلى عمها عمرو بن أسد فخطبها ودفعوا إليه الصداق .[15]
{قال ابن كثير رحمه الله :
(( قال المؤملي : المجمع عليه أن عمها عمرو بن أسد هو الذي زوجها منه وهذا هو الذي رجحه السهيلي ، وحكاه عن ابن عباس .
وعائشة
قالت : وكان خويلد مات قبل الفجار ، و هو الذي نازع تبعاً حين أراد أخذ
الحجر الأسود إلى اليمن ، فقام في ذلك خويلد و قام معه جماعة من قريش ، ثم
رأى تبع في منامه ما روعه ، فنزع عن ذلك و ترك الحجر الأسود مكانه
وذكر ابن إسحاق : في آخر السيرة أن أخاها عمرو بن خويلد هو الذي زوجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلمفاللَّه أعلم )).ا.هـ[16]
{ كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم يومئذٍ خمسة و عشرون عامًا ، وكان عمر خديجة أربعون سنة ، و قيل غير ذلك و لكن هذا هو الصحيح إن شاء الله تعالى[17] .
[1] فتح الباري 7/167، سيرة ابن هشام 1/189
[2] أسد الغابة 5/434، سيرة ابن هشام 1/189، المعارف لابن قتيبة ص 79.
[3] أسد الغابة 5/434، سير أعلام النبلاء 1/111
[4] سير أعلام النبلاء 1/109ـ110
[5] أعلام النساء 1/326
[6] أي رمينه بالحصباء وهي الحجارة الصغيرة .
[7] الإصابة 4/282
[8] كتاب الأوائل ص 173
[9] البداية والنهاية 2/235
[10] فتح الباري 7/167
[11] البداية والنهاية 2/233ـ234
[12] المنتظم لابن الجوزي 2/314ـ315.
[13] أسد الغابة 5/434
[14]رواه أحمد في المسند (2705) بسند متصل رواه ثقات.
[15] الأوائل ص 173 ، والأوائل في حضارة الإسلام ص17
[16] البداية والنهاية 2/235
[17] البداية والنهاية 2/234، 5/222
النسب :
هي : خديجة رضي الله عنها
أبوها : خويلد
بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
بن مالك بن النضر بن كنانة ... تَجْتَمِع مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم
فِي قُصَيّ ، وَهِيَ مِنْ أَقْرَب نِسَائِهِ إِلَيْهِ فِي النَّسَب ،
وَلَمْ يَتَزَوَّج مِنْ ذُرِّيَّة قُصَيّ غَيْرهَا إِلا أُمّ حَبِيبَة .[1]
أمها : فاطمة
بنت زائدة بن الأصم بن الهرم بن رواحة بن حجر بن عبد معيص بن عامر بن لؤي
بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ، فتجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم عند (لؤي) . [2]
#
الطاهرة
الطاهرة
$كانت خديجة رضي الله عنها تسمى بالطاهرة ، وذلك من قبل البعثة .[3]
{قال الذهبي رحمه الله :
(( خديجة أم المؤمنين ، وسيدة نساء العالمين في زمانها .
أم القاسم ابنة خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، القرشية الأسدية .
أم أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول من آمن به وصدقه قبل كل أحد ، وثبتت جأشه ، ومضت به إلى ابن عمها ورقة .
ومناقبها جمة ، وهي ممن كمُل من النساء ، كانت عاقلة ديّنةً مصونةً كريمةً ، من أهل الجنة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلميثني عليها ،ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين ، ويبالغ في تعظيمها ))[4]
$ولدت خديجة رضي الله عنها :
سنة 68 قبل الهجرة ، في بيت مجد وسؤدد ورياسة ، فنشأت على التخلق بالأخلاق الحميدة ، واتصفت بالحزم والعقل والعفة .[5]
!!!!!
قبل الزواج
قبل الزواج
من الأشياء التي كانت سببًا في رغبة السيدة خديجة من الزواج من النبي صلى الله عليه وسلم ، ما ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة :
]قال :وروي عن المدايني بسند له عن ابن عباس :
أن
نساء مكة اجتمعن في عيد لهن في الجاهلية ، فتمثل لهن رجل ، فلما قرب نادى
بأعلى صوته : يا نساء مكة إنه سيكون في بلدكن نبي يقال له أحمد ، فمن
استطاعت منكن أن تكون زوجًا له فلتفعل ، فحصبنه[6] ، إلا خديجة ، فإنها عضت على قوله ولم تعرض له .[7]
] وعن سعيد بن جبير قال :
اجتمعت
نساء قريش في عيد لهن ، فجاءهن رجل يهودي فقال : يوشك أن يبعث فيكن نبي ،
فأيتكن استطاعت أن تكون له أرضًا يطؤها فلتفعل ، فشتمنه وطردنه ، ووقر ذلك
في صدر خديجة .[8]
Z
!!!!!
زواج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها
!!!!!
زواج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها
{قال ابن كثير رحمه الله :
(( قال ابن إسحاق :
وقد كانت خديجة بنت خويلد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي
، وكان ابن عمها ، وكان نصرانياً قد تتبع الكتب وعلم من علم الناس ما ذكر
لها غلامها من قول الراهب ، وما كان يرى منه إذ كان الملكان يظلانه .
فقال
ورقة : لئن كان هذا حقاً يا خديجة إن محمداً لنبي هذه الأمة ، قد عرفت أنه
كائن لهذه الأمة نبي ينتظر هذا زمانه - أو كما قال- فجعل ورقة يستبطئ
الأمر و يقول حتى متى ؟ )) .[9]
{قال الحافظ في الفتح :
( خَدِيجَة ) : هِيَ أَوَّل مَنْ تَزَوَّجَهَا النبي صلى الله عليه وسلم،
وَتَزَوَّجَهَا سَنَة خَمْس وَعِشْرِينَ مِنْ مَوْلِده فِي قَوْل
الْجُمْهُور ، زَوَّجَهُ إِيَّاهَا أَبُوهَا خُوَيْلِد ؛ ذَكَرَهُ
الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيث الزُّهْرِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمَّار بْن
يَاسِر ، وَقِيلَ : عَمّهَا عَمْرو بْن أَسَد ذَكَرَه الْكَلْبِيّ ؛
وَقِيلَ : أَخُوهَا عَمْرو بْن خُوَيْلِد ذَكَرَهُ اِبْن إِسْحَاق ،
وَكَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلمقَبْل
أَنْ يَتَزَوَّج خَدِيجَة قَدْ سَافَرَ فِي مَالهَا مُقَارِضًا إِلَى
الشَّام , فَرَأَى مِنْهُ مَيْسَرَة غُلامهَا مَا رَغَّبَهَا فِي
تَزَوُّجه .ا.هـ[10]
{قال ابن كثير رحمه الله :
((قال ابن إسحاق :و كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف و مال تستأجر الرجال على مالها مضاربة ؛ فلما بلغها عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
ما بلغها من صدق حديثه و عظم أمانته و كرم أخلاقه ، بعثت إليه فعرضت عليه
أن يخرج لها في مال تاجرا إلى الشام و تعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار .
وقالت
: ( إنه دعاني إلى البعث إليك ما بلغني من صدق حديثك وعظم أمانتك وكرم
أخلاقك ) مع غلام لها يقال له ميسرة ، فقبله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منها و خرج في مالها ذلك ، و خرج معه غلامها ميسرة حتى نزل الشام .
فنزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلمفي ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان، فاطلع الراهب إلى ميسرة .
فقال : من هذا الرجل الذي نزل تحت الشجرة ؟
فقال ميسرة : هذا رجل من قريش من أهل الحرم .
فقال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي .
ثم باع رسول اللهصلى الله عليه وسلم سلعته – يعني تجارته – التي خرج بها ، واشترى ما أراد أن يشتري ؛ ثم أقبل قافلا إلى مكة و معه ميسرة ، فكان ميسرة – فيما يزعمون –
إذا كانت الهاجرة و اشتد الحر يرى ملكين يظلانه من الشمس و هو يسير على
بعيره ، فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به فأضعف أو قريبا ، و
حدثها ميسرة عن قول الراهب وعما كان يرى من إظلال الملائكة إياه .
وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة مع ما أراد اللَّه بها من كرامتها ؛ فلما أخبرها ميسرة ما أخبرها بعثت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلمفقالت له – فيما يزعمون – :
(( يا ابن عم أني قد رغبت فيك لقرابتك وسِطَتِكَ في قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك )) .
ثم
عرضت نفسها عليه ، وكانت أوسط نساء قريش نسباً وأعظمهن شرفا وأكثرهن مالاً
، كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليه ، فلما قالت ذلك لرسول
اللَّه صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك لأعمامه ، فخرج معه عمه حمزة حتى دخل على خويلد بن أسد ، فخطبها إليه فتزوجها عليه الصلاة و السلام )) .ا.هـ[11]
{وفي المنتظم لابن الجوزي رحمه الله :
ذكر قصة ميسرة وفيها : ((حتى قدما بصرى من أرض الشام ، فنزلا في ظل شجرة .
فقال نسطور الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي ، ثم قال لميسرة أفي عينيه حمرة ؟
فقال : نعم ، لا تفارقه .
قال : هو نبي ، وهو أخر الأنبياء .
ثم باع سلعته ، فوقع بينه وبين رجل تلاحٍ .
فقال له : احلف باللات والعزى .
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما حلفت بهما قط ، وإني لأمُرُّ فَأُعرِضُ عنهما .
فقال الرجل : القول قولك .
ثم قال لميسرة : هذا والله نبي تجده أحبارنا منعوتًا في كتبهم .
وكان ميسرة إذا كانت الهاجرة ، واشتد الحر يرى ملكين يُظلان رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الشمس فوعى ذلك ميسرة ، وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يربحون ،
ودخل مكة في ساعة الظهيرة ، وخديجة في عُلية لها فرأت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو على بعيره ، وملكان يظلانه ، فأرته نساءها فعجبن لذلك ، ودخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فخبرها بما ربحوا في تجارتهم ووجههم ، فسرت بذلك ، فلما دخل عليها ميسرة
أخبرته بما رأت فقال : قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام وأخبرها بما قال
الراهب نسطور ، وبما قال الآخر الذي خالفه في البيع .
وكانت
خديجة امرأة حازمة جادة شريفة ، مع ما أراد الله من الكرامة والخير ، وهي
يومئذ أوسط قريش نسبًا ، وأعظمهم شرفًا وأكثرهم مالاً ، وكل قومها كان
حريصًا على نكاحها لو قدر على ذلك ، قد طلبوا ذلك ، وبذلوا الأموال .
فأرسلتني دسيسًا إلى محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن رجع من الشام .
فقلت : يا محمد ما يمنعك أن تزوج خديجة ؟
قال : ما بيدي ما أتزوج به .
فذهبت فأخبرتها فأرسلت إليه أن ائت الساعة كذا وكذا ، فأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها ، فحضر ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمومته ، فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة )) .ا.هـ[12] قلت : فإن كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ..ألا تجيب ؟
قال : فمن هي ؟
قلت :خديجة ، قال وكيف لي بذلك ؟
قال : قلت عليّ .
قال : افعل .
{وفي أسد الغابة :
(( ولما خطبها رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال عمها : محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب يخطب خديجة بنت خويلد هذا الفحل لا يُقدَع أنفه )) .ا.هـ[13]
{وروى الإمام أحمد :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِصلى الله عليه وسلمذَكَرَ
خَدِيجَةَ ، وَكَانَ أَبُوهَا يَرْغَبُ أَنْ يُزَوِّجَهُ فَصَنَعَتْ
طَعَامًا وَشَرَابًا فَدَعَتْ أَبَاهَا وَزُمَرًا مِنْ قُرَيْشٍ ،
فَطَعِمُوا وَشَرِبُوا حَتَّى ثَمِلُوا ، فَقَالَتْ خَدِيجَةُ لأَبِيهَا
إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَخْطُبُنِي فَزَوِّجْنِي إِيَّاهُ ،
فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ فَخَلَعَتْهُ وَأَلْبَسَتْهُ حُلَّةً ، وَكَذَلِكَ
كَانُوا يَفْعَلُونَ بِالآبَاءِ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْهُ سُكْرُهُ نَظَرَ
فَإِذَا هُوَ مُخَلَّقٌ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ .
فَقَالَ : مَا شَأْنِي مَا هَذَا ؟
قَالَتْ : زَوَّجْتَنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ .
قَالَ : أَنَا أُزَوِّجُ يَتِيمَ أَبِي طَالِبٍ لا لَعَمْرِي .
فَقَالَتْ
خَدِيجَةُ : أَمَا تَسْتَحِي تُرِيدُ أَنْ تُسَفِّهَ نَفْسَكَ عِنْدَ
قُرَيْشٍ تُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّكَ كُنْتَ سَكْرَانَ فَلَمْ تَزَلْ بِهِ
حَتَّى رَضِيَ )) [14]
{ و روي كذلك
أنه لما رأت خديجة من صدق النبيصلى الله عليه وسلم وأمانته وما تميز به عن رجال قريش ، بالإضافة إلى ما سمعته من ميسرة ، فوقع في قلبها محبة أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم زوجًا لها ، فكلمت صديقة لها تسمى نفيسة بنت منبه عن رغبتها في الزواج من النبيصلى الله عليه وسلم ، فخرجت نفيسة من عندها وذهبت إلى الرسولصلى الله عليه وسلم.
وقالت له :ما يمنعك أن تتزوج ؟
قال صلى الله عليه وسلم : ما بيدي ما أتزوج به .
قالت : فإن كفيت ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة فهل تجيب ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : بمن ؟
قالت : خديجة .
فقال صلى الله عليه وسلم : إن وافقت فقد قبلت .
فبشرت نفيسة خديجة بهذه البشرى ، وذهب النبيصلى الله عليه وسلم إلى أعمامه ، وأخبرهم برغبته في الزواج من خديجة ، فقام أبو طالب وذهب إلى عمها عمرو بن أسد فخطبها ودفعوا إليه الصداق .[15]
{قال ابن كثير رحمه الله :
(( قال المؤملي : المجمع عليه أن عمها عمرو بن أسد هو الذي زوجها منه وهذا هو الذي رجحه السهيلي ، وحكاه عن ابن عباس .
وعائشة
قالت : وكان خويلد مات قبل الفجار ، و هو الذي نازع تبعاً حين أراد أخذ
الحجر الأسود إلى اليمن ، فقام في ذلك خويلد و قام معه جماعة من قريش ، ثم
رأى تبع في منامه ما روعه ، فنزع عن ذلك و ترك الحجر الأسود مكانه
وذكر ابن إسحاق : في آخر السيرة أن أخاها عمرو بن خويلد هو الذي زوجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلمفاللَّه أعلم )).ا.هـ[16]
{ كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم يومئذٍ خمسة و عشرون عامًا ، وكان عمر خديجة أربعون سنة ، و قيل غير ذلك و لكن هذا هو الصحيح إن شاء الله تعالى[17] .
[1] فتح الباري 7/167، سيرة ابن هشام 1/189
[2] أسد الغابة 5/434، سيرة ابن هشام 1/189، المعارف لابن قتيبة ص 79.
[3] أسد الغابة 5/434، سير أعلام النبلاء 1/111
[4] سير أعلام النبلاء 1/109ـ110
[5] أعلام النساء 1/326
[6] أي رمينه بالحصباء وهي الحجارة الصغيرة .
[7] الإصابة 4/282
[8] كتاب الأوائل ص 173
[9] البداية والنهاية 2/235
[10] فتح الباري 7/167
[11] البداية والنهاية 2/233ـ234
[12] المنتظم لابن الجوزي 2/314ـ315.
[13] أسد الغابة 5/434
[14]رواه أحمد في المسند (2705) بسند متصل رواه ثقات.
[15] الأوائل ص 173 ، والأوائل في حضارة الإسلام ص17
[16] البداية والنهاية 2/235
[17] البداية والنهاية 2/234، 5/222